اردوغان ..الى اين؟
الكاتب \
Mohamed Buisierيقولون ان "الجنرال الناجح هو من يعرف كيف ستنتهى الحرب وليس فقط من يستطيع اشعالها"، تذكرت هذه المقولة وانا اتابع ما يجرى فى تركيا هذه الايام .
فالسيد "اردوغان" ، الزعيم الاسطورى لتركيا المعاصرة والمنتمى مع حزبه "العدالة والتنمية" الى طيف الاسلام السياسى ، يتحول امامنا من "جنرال فاتح" يسقط الانظمة ويمارس الاستاذية على الآخرين ويعلن نفسه مايستروا "للربيع العربى" وما افصح عنه من استبدال للنظام القديم وليد منتصف القرن العشرين بنظام جديد يسيطر عيه طيف الاسلام السياسى الذى ينتمى اليه..الى مدافع وباستماتة على منصبه كرئيس لوزراء تركيا وايضا زعامته للحزب امام اتهامات بالفساد تواجه وزراءه ومحاولات للتستر عليهم قد تعرضه شخصيا للمحاسبة.
صحفيوا الحزب فى كل وسائط الاعلام يتحدثون عن مؤامرة خارجيه ضد الزعيم ، وهو المنطق الذى سمعناه من كل من اهتزت السلطة تحت مقاعده . وهم يتهمون "امريكا واسرائيل" ، على الرغم من ان الاولى هى من قامت بالدور الاهم فى ترويض الجيش التركى وابعاده عن سدة الحكم لصالح اردوغان ، وان الثانية لا زالت تتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية بل وعسكرية نشطة مع تركيا اردوغان.
سياسة "اردوغان" الخارجية جعلت علاقاته مع كل جيرانه تقريبا فى المساحات الحمراء ، كما ان تدخلاته فى الحدث المصرى افقدته حلفاء اقتصاديون فى غاية الاهمية مثل "السعودية والامارات والكويت" كانوا سببا رئيسيا فى ازدهار الاقتصاد التركى خلال العشرية الماضيه. اما احتضانه للمعارضة السورية المسلحة فقد وصل الى طريق مسدود ، بل انقلب الى بناء "جدران عازلة" تحاول منع عناصر تلك المعارضة من الدخول الى تركيا .
تركيا بلد مهم لنا بل ومحورى على كل الاصعدة ، وهى تقدم نموذجا اقتصاديا وسياسيا مدنيا جيدا ، لذا يبدوا اقحامها باستخفاف ونتيجة لقراءة سطحية وساذجة فى متاهات "لا ناقة لها فيها ولا جمل" هو عمل سيدفع السيد "اردوغان" ثمنه سياسيا ، بل لا استغرب ان نراه ضمن من سيمثل امام منصة القضاء التركى خلال عام 2014.
الامور تتحرك فى المنطقة بحده وفى منعطفات خطره ، والعجلة لم تتوقف بعد بمعنى ان من هو "فوق" قد يكون "تحت" قريبا، وعلى من هم فى السلطة ان يعوا ذلك ويتصرفوا على اساسه والا فان كل الاحتمالات ممكنه ، وكل الابواب مشرعه.
تعليقات
إرسال تعليق