التسميات الجغرافية القديمة والحديثة الخاصة بطرابلس الغرب وليبيا بصفة عامة -
تاريخ ليبيا قبل الفتح العربي
من كتب الكاتب / اتوري روسي
ترجمة / خليفه محمد التليسي
اطلق اليونانيون اسم ليبيا على البقاع الاولي التي تعرفوآ عليها من المناطق الواقعة غربي مصر ويغتقد بان الاسم مشتق من كلمة ليبي التي كانت تعني الشعوب التي تسكن الحدود المشتركة بين ليبيا ومصر ومن المحتمل أن تكون هذه التسمية مشتقة من أسم ( لواتة ,لبتاتة , ليبو ) اما فى العهد الروماني والرويات المتواترة بعد ذلك فان كلمة ليبيا كانت تعني جزاء كبيراً من افريقيا
الشمالية ولكن دون تحديد جغرافي ولم يستخدم هذا الاسم بتحديد جغرافي دقيق الا سنة 1911 عندما أطلق على طرابلس الغرب وبرقة اما الاسم ( افريقيا) الذي يصادغنا لدي المؤرخين والجغرافين الرومان فلا يستعبد ان يكون متحدرا من الشعوب البربرية التي تعامل معها الروماني واتصلوا بها وربما كان اصلة كلمة ( أوربغا auriga) وقد حدد الرومان بكلمة ( أفري afri) او ( أفريكاني africani) جميع شعوب افريقيا الشمالية
وعلى وجه الدقة المنطقة التي تطابق حاليا تونس وفي القرن الوسطي , وحتي القرن السادس عشر كانت كلمة افريقيا تعني بلدة (المهدية) بتونس التي عرفت حين ذلك بكثرة ماتعرضت له من هجمات وعزوات الجيوش المسيحية .
وأطلق الرومان كلمة (ماوري mauri) ومنها موريتانيا التي تشمل الجزائر.حاليا وقسما من المغرب على سكان افريقيا الشمالية بصفة عامى
وظل هذا الاستعمال سائدا فى اللغة اللاتينية الحديثة الي عصور قريبة من افريقيا الشمالية وبصفة خاصة سمان المدن تمييزا لهم عن العرب البدو والاتراك المشرقيين.
أما الكتاب العرب الذين كانوآ قليلا مايستعملون اصطلاح (ليبيا ) فقد احتفطوآ بكلمة (افريقية) التي تطابق افريقيا الرومانية واستعملوآ فى تحديد المنطقة التي تنتد من قسنطية حتي طرابلس . وفي رايهم ان افريقية هي جزء من الاراضي الشاسعة للمنطقة التي تعرف باسم المغرب الذي ينقسم الي المغرب الاقصي (المغرب الحالي ) والمغرب الاوسط ( الجزائر الحالية ) ثم افريقية) وتمتد شرقي طرابلس وتشمل عند البعض (لبدة) اما فى الجنوب فتقع فزان والواحات.
وقد عرفت طرابلس الغرب بهذا الاسم ( تريبوليالنيا tripolitania) لاول مرة فى القرن الثالث بعد الميلاد وكانت المنطقة تعرف قبل ذلك باسم (سرتيكا syrtica) وتشمل المنطقة الواقعة بين الخليجين ( خليج سرت وخليج قابس ) due sirti وقد جاءت هذه التسمية التي لم تستعمل الا ناردا من المدن الثلاثة ( صبراته , لبدة , وأوئيا ) وعندما انهارت صبراته ولبدة علق بمدينة (أوئيا ) اسم طرابلس الحالية . وسار العرب على هذا الاستعمال الشائع فسموهآ طرابلس او ( اطرابلس ) واقتصرت هذه التسمية على المدينة قلم تشمل المناطق المجاورة لها وعندما استولي الاتراك علي طرابلي سنة 1551 كانت كلمة طرابلس بالنسبه اليهم تعني كل الاقليم الذي بسطوآ عليه سيطرتهم بما فى ذلك برقة
وفي الصحافة العربية المعاصرة تستخدم كلمة طرابلس الفرب لتعني ليبيا باكملها بحدودها الواقعة بين تونس ومصر اما السكان الاصليون القاطنون بليبا والمغرب فقد أطلق عليهم العرب أسم (البرير) وهي تسمية تطابق تسمية (الليبي) والافريقي) في الاستعمال القديم.
أما بريريا ( berberia ) او برباريا ( barberia ) التي تعني بلد البرير فتصادفنا فى أواخر القرن الوسطي وفي العصور الحديثة
2- سكان طرابلس الأوائل
حوالي القرن العاشر قبل الميلاد وهو التاريخ الذي تبدأ فيه معرفتنا التاريخية بطرابلس الغرب كان البلاد مسكونة من قبل اقوام تدعي الاقوام الليية وتعني الليبين الاهالي الذين اعتدنا تسنيتهم البرير فيما بعد والذين يكونون حتي الان الاساس فى العنصر البشري بشمال افريقيا رغم الاحداث المتعاقبة والامتزاج بالاجناس الوافدة ونحن لانعرف الا القليل عن هولاء الاقوام الليبيين القدامى ومايزيد الجدل حول اصلهم وموطن قدومهم هل هو فى أعلي النيل أم فى اثيوبيا ( حاميون) ام جاءوا من جنوبي الجزيرة العربية ( ساميون ) أم هم جنس خاص أصيل (autoctona ) من أجناس البحر الابيض المتوسط؟
وفي وسع الدراسات الانتروبولوجية وأبحاث ماقبل التاريخ أن تجيب اجابة محددة على هذه المسائل ورغبة فى الاقتصار على آراء الدراسين والاستناد الي الاخبار الوثيقية يمكننا القول بانه فى العهد الذي قام فيه الفينيقيون اولي مستعمراتهم على طول سواحل افريقيا الشمالية كانت هناك شعوب تسكن طرابلس الغرب وهي التي اتقنا علي تسميتها ( بالليبين) الذين يذكر هردوت ( القرن الخامس قبل الميلاد ) بعض اسمائهم :
الناسمون nasamoni الذين يسنون منطقة خليج سرت بسيللي psylli l وماكاي macae وجندانس فى المنطقة الواقعة بين خليج سرت الكبير وخليج سرت الصغير ( خليج قابس ) ويعيش الجرامنت garamanti والغانسنتي فى دواخل القطر وكانت الاساطير تتحدث عن وجود (اللوتوفاجين loofagi )
واستنادا الي ماهو متوفر لدينا من معلومات فان قدماء الليبين كانوا من البدو والرعاة وقد اجتنذبت الحضارة الفينيقية بعضها منهم واغرتهم بالحياة المستقرة والزراعة والتجارة وكانوا يتكلموا لهجات نسميها نحن ليبية تولدت عنها اللهجات البربرية التي ماتزال تعيش حتي الان فى غدامس وسوكنة
كانوا يعيشون فى اكواخ ضيقة خانقة ويقضون بها جميع فصول السنة صيفا وشتاء ولايغادرونها وهم ينامون على الارض ويتفرش الاغنياء منهم بعض لايشربون الخمر ولايعرفون ايه لذة من لذائ المائدة ولكنهم ياكلون القمح والشعير دون طبخ ودون طحن.
جاري متابعة الموضوع فى وقت لاحقآ
تعليقات
إرسال تعليق